حضارة ما قبل التاريخ
حوالي عام عشرة آلاف قبل الميلاد، كان الأنسان يعيش على حصد النباتات وصيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك، لتوفير ما يلزمه من طعام، وكان البشر الأوائل من البدو والرحّل والرعاة الذين ينزحون من موطن إلى آخر بحثاً عن الكلأ لقطعان الحيوانات التي يحتفظون بها، لكن أحياناً كان توفـــّر الحيوانات أو الأسماك بموطن ما يساعدهم على الاستقرار لفترة طويلة من الزمن.
أتخذ بعض شعوب العصر الحجري – أقدم فترات التاريخ الإنساني – مساكن لهم في كهوف أفريقيا وآسيا، كما صنعوا أدواتهم وأسلحتهم من الحجارة والأخشاب والعظام، وملابسهم من جلود الحيوانات .. كما عرفوا كيف يشعلون النار أما بتدوير قطعة من الخشب بقوة على قطعة أخرى ، أو بضرب حجرين صلدين ببعضهما البعض لإطلاق شرارات يوجهونها على حفنة من الأعشاب الجافة، وهكذا تشتعل النار.. ويُظن أن النحت والرسم بالألوان قد بدأ في كهوف تلك الزمان ، وكانت تـُروى للأطفال قصص من الماضي بمعرفة شيوخ وعجائز القبائل، وكان الرجال يصطادون الحيوانات البرية والأسماك، بينما كانت النساء يجمعن التوت والنباتات.
وبدأ الإنسان الأول زراعة البذور والحبوب بصفة خاصة، ثم أختار أفضلها للحصول على حصاد أكبر، وهكذا نمت أول سنابل من القمح والشعير وأستقر في الأماكن التي تصلح أرضها للزراعة، وفي الوقت نفسه تقريبا ً الذي تعلموا فيه زراعة المحاصيل، بدؤوا في تربية واستئناس الحيوانات مثل الماشية. وهكذا أصبح لديهم تموين كاف ٍ من اللحوم والألبان والصوف، بالإضافة إلى الحيوانات التي تحمل أثقالهم من كان لآخر.وإذا لم يكن هناك أي كهوف مجاورة فقد كان البشر الأوائل مضطرين لبناء مساكن من المواد التي تتوفر لهم في بيئاتهم التي يعيشون فيها.
وعندما توفر الصوف للناس من الأغنام التي يربونها اكتشفوا بعد ذلك كيف يغزلونها وينسجونها ويصنعون منها ملابس. كما عرفوا كيف يصنعون أقمشة من ألياف نبات الكتان، استخدموا إبراً مصنوعة من العظام لخياطة قطع من القماش ببعضها البعض لعمل الملابس ثم أخذوا يحسنون مهاراتهم القديمة مثل صناعة السلال والحصائر، كما اكتسبوا قدرات ومهارات جديدة مثل عمل أواني الفخار التي تطهو النساء فيها الطعام .
حضارات ما بين ألنهرين
الحضارة البابلية
قامت دولة بابل في المنطقة الجنوبية ما بين نهري دجلة والفرات ( العراق) وتعد أرض بابل خصبة إذ كونها دجلة والفرات من الطمي الذي ترسب في مجراهما الأدنى، وعندما تولى الحكم ملك بابل العظيم (حمورابي) عام 2100 قبل الميلاد لم تكن بابل في ذلك الوقت دولة موحدة بل مدنا مستقلة في نزاع مع بعضها البعض فقام بتوحيدها في دولة كبيرة ذات سلطان ، بعد أن هزم أعداءه وهم سكان البادية في الغرب.
كان البابليون يشتغلون بالرعي والزراعة وكانت لهم دراية بصنع الأواني النحاسية أما كتاباتهم فتعرف بالخط المسماري وكانوا يكتبون على ألواح من الطين الجاف وكان أهم ما يميز الحضارة البابلية تلك القوانين التي كانت تحكم العلاقات بين الأفراد والدولة إذ وُجدت لوحة من الحجر سُطرت عليها مجموعة من القوانين، كما عُثر على 55 رسالة لحمورابي وهي عبارة عن أوامر وتعليمات خاصة بتحصيل الضرائب والعناية بشئون المعابد. أما عن التعليم فقد كشفت أعمال التنقيب عن آثار مدارس، عُثر بها على ألواح لتلاميذ من الطين الجاف، وقد دلت على عنايتهم بالعلم والأدب.
أما في التجارة، فقد وصل التجار البابليون إلى غرب آسيا ببضائعهم ومنهم تعلم أهلها الخط المسماري. وفي ظلال الأمن الذي ساد البلاد إذ ذاك راجت التجارة وانتشرت.
وكانت تجاور بابل دولة (أشور) في أعلى نهر دجلة، وعلى الرغم من أنها كانت تخضع لبابل ونقلت عنها حضارتها غير أن الآشوريين أجادوا فنون الحرب، فأشتد بأسهم حتى إذا كان على عهد ملكهم (سنخاريب) (705- 681 قبل الميلاد ) استولوا على الدولة البابلية، وأزالوا مدينة بابل عاصمتها من الوجود.
الحضارة الكلدانية
هي حضارة قديمة قامت في بلاد ما بين النهرين بين 626-539 ق. م. في عام 612 ق . م . سقطت مدينة نينوى بيد الأمير الكلداني نبو بلاصر ، بعد ان حاصرها ، ودك حصونها . . فأحرق آخر ملوكها سن شر أشكن نفسه في قصره . وهكذا انتهى النفوذ السياسي والعسكرى للآشوريين ، وبدأت صفحة جديدة من تاريخ العراق القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة في وادي الرافدين .
أشهر ملوك الكلدانيين نبوخذ نصر . حكم 43 سنة ، قضاها فى تعمير مدينة بابل. و أعظم أعماله حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع. وشيد في مدينة بابل باب عشتار .ولقد شملت أعماله جميع بلاد بابل مثل فتح الترع وبناء السدود . و نشر الثقافة البابلية في جميع أرجاء المنطقة
حدائق بابل المعلقة
حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع, التي بناها نبوخذ نصر للملكة أمييهيا التي كانت تتشوق لحدائق وطنها ميديا, بنيت تقريبا 600 ق م في بابل بالعراق الحالي, وهناك شك في وجود الحدائق فعليا، والحدائق ليست معلقه فعليا. وتعرف كذلك بحدائق سميراميس المعلقة.
الحديقة من جمالها وروعتها الخلابة كانت تدخل المرح والسرور الى قلب الانسان عند النظر إليها. زرعت فيها جميع أنواع الاشجار، الخضروات والفواكهة والزهور وتظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الاشجار الصيفية والشتوية ووزعت فيها الثماثيل باحجامها المختلفة في جميع أنواع الحديقة
الحضارة ألآشورية
في نحو عام 1900 قبل الميلاد، حكم البابليون جنوب بلاد ما بين النهرين (العراق) بينما سيطر الآشوريون المحاربون على شمالها، وتقع مملكتهم في وادي نهر دجلة العلوي وقد ازدادت ثروة الآشوريين من خلال الأنشطة التجارية التي كانوا يمارسونها، وذلك ببيع المنسوجات والمعادن في كل مكان.
وسع الملوك الآشوريون من رقعة بلادهم بحث سيطروا على كل الطرق التجارية وقضوا على الثورات التي قامت ضدهم في الدول المجاورة ووصلت الإمبراطورية الآشورية إلى أقصى أتساع لها أبان فترة حكم ( نجلات بلاسر) (745 – 727 قبل الميلاد) بحيث ضمت إليها بابل وسوريا وقبرص وشمال الجزيرة العربية ومصر.
وكان الآشوريون من أعظم البنائين ولذلك شيدوا مدنا ً رائعة تعج بالمعابد والقصور، وقد اعتمدت الدولة الآشورية على أساس عسكري حربي، مما أدى إلى استخدامها الخيل والمركبات الحربية وابتكار المنجنيق بأنواعه، كما استخدموا الحديد في صنع الأسلحة الخفيفة كالسيوف.
وكان الملك ( آشور بانيبال ) آخر وأعظم الحكام الآشوريين وكان متعلماً ومثقفا ً وفي غضون فترة حكمة أنشأ مكتبة ضخمة حفظ فيها سجلات قديمة، سجل عليها العديد من النقوش الأدبية والتاريخية والرياضية والفلكية، وعندما مات هذا الملك في عام 627 قبل الميلاد سقطت الإمبراطورية الآشورية.
واليوم تقع أطلال مدينة آشور التي كانت لها قدسية خاصة ومكانة متميزة على مسافة 110 كم جنوبي مدينة الموصل في العراق.
ألحضارة السومرية
نشأت أولى المدن والحكومات التي عرفتها البشرية - كسومر وأكاد وبابل وأشور – في بلاد ما بين النهرين: دجلة والفرات وفي هذه المدن وغيرها كان يعيش عدد من الشعوب المتصارعة والمتنافسة، التي كان يحارب بعضها البعض من أجل السيطرة على طرق التجارة ومناجم الفضة، أو للاستيلاء على الممالك وإقامة الإمبراطوريات الواسعة.
حول نهر الفرات من ناحية الجنوب، أقام شعب ((سومر)) مدينة متقدمة حوالي عام 3600 قبل الميلاد، شـّيد السومريون القصور والبيوت، وشقوا القنوات للري، ونحتوا التماثيل وركبوا العربات، وكانوا أول من جمعوا الضرائب، ونظموا المحاكم وكتبوا القوانين واللوائح، وقد ازدهرت مدنهم واستمرت سيطرتهم ما يقرب من الستة قرون، حتى استطاع شعب مدينة ((أكاد)) الذين سبق أن جاءوا من الجزيرة العربية واستقروا بجوارهم أن يستولوا على مدنهم.
سقطت ((سومر)) والمدن السومرية حوالي عام 2870 قبل الميلاد، في يد الأكاديين ، وفيما بعد استولى عليها الأشوريون، غير أن ما تركه السومريون من حضارة
ومدنّية ظل يبهر الشعوب والإمبراطوريات التي ورثتهم، وبرغم كثرة الاكتشافات الأثرية وما قام به العلماء من بحوث ودراسات، لا يزال من غير المعروف حتى الآن إلى أي الأجناس البشرية كان ينتمي هؤلاء السومريون؟؟! أو من أين جاءوا؟ وكيف وصلوا إلى بلاد السومر؟
وبسبب عظمة حضارتهم وارتقاء مدنهم نسجت الشعوب القديمة حول تاريخهم الخرافات والأساطير، اعتقدوا أنهم جيل من الجبابرة خرجوا من الخليج العربي بقيادة ملك منهم أسمه ((أوانس)) عمّر طويلاً طويلاً، وقبل أن يعود إلى البحر كان قد علم شعبه كل الحرف والأشياء التي تساعدهم وتيسر حياتهم كفنون الزراعة وصناعة المعادن وبناء المدن ومبادئ القوانين!!!.
0 تعليقات على " حضارة بلاد ما بين ألنهرين "