سن اليأس عند الرجل

كثيراً ما نسمع عن مصطلح " سن اليأس عند النساء " وهو يشير إلى تلك المرحلة العمرية التي تحدث فيها تغييرات مفاجئة في جسد المرأة بين نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، وأبرز هذه التغيرات معدلات انخفاض هرموني الأنوثة في جسمها (البروجستيرون والأستروجين) ورغم التحفظ على استخدام كلمة يأس لما لها من آثار نفسية سلبية على المرأة، إلا أنه أشيع في الفترة الأخيرة نظرية تقول بأن الرجال أيضاً يعانون من سن اليأس مع التقدم في العمر.

يبدأ الرجل بعد سن الأربعين بالدخول في مرحلة اليأس ، وهذه المرحلة تشهد انخفاض تدريجي في مستوى هرمون التستوستيرون عند الرجل ، والذي يسمى هرمون الذكورة ، كما أن أهمية هذا الهرمون عالية جداً للانجاب ، كما أن انخفاضه يسبب أعراض تبدأ بالظهور على الرجل والتي من أهمها تناقص شعوره بالرغبة الجنسية ، والإحساس بالتعب ، كما أن حركته تبطؤ ، ويبدأ في المعاناة من هشاشة العظام وحالة من الاكتئاب النفسي وقلة التركيز .

وهذه الأعراض تظهر تدريجياً بعد سن الأربعين وحتى سن السبعين، ويشار إلى أن قلة مستوى هرمون الذكورة لا يعني انعدام القدرة على التخصيب، كما أن الرجال يختلفون في التعاطي مع أعراض هذه المرحلة، وبالتأكيد فإن المستوى الثقافي والعلمي والمادي بالإضافة للوعي لدي الرجل يساعده في تخطى هذه المرحلة.

وينصح الرجال في هذه المرحلة بالتعامل مع هذا المتغير بشكل طبيعي فهو يحدث للجميع نتيجة للتقدم في العمر، وكل ما عليك افلتزام بتناول غذاءً صحيًّا، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين، وشرب الكحول , والإبتعاد عن الروتين، والإستمتاع بالحياة، ومراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات المطلوبة عند الضرورة، بالإضافة للابتعاد عن استعمال العقاقير، أو الوصفات الطبية البديلة من دون استشارة مختص.

كما أن بعض العلماء يطلقون على هذه المرحلة اسم " تغير الحياة " على اعتبارها جزء من المراحل التي يمر بها الإنسان من طفولته حتى شيخوخته، وما يصاحب هذه المراحل من تغيرات هرمونية في الجسم تنعكس على أداء الجسد.

ويجب على الزوجة معرفة هذه المرحلة، والتعرف عليها حتى تستطيع مساعدة زوجها في تجاوزها، وتسهم إيجابياً في تحمل المسئولية ومساندة الزوج.

وغالباً ما تدفع الزوجة الثمن الباهظ نتيجة هذه المرحلة التي يمر بها زوجها، والأعراض الناتجة عنها، ذلك لأن الرجل يبدأ بمراجعة ما أنجزه، وينتابه شعور باقتراب الأجل، وقد يشعر بالعجز نتيجة التقدم في العمر، فيهرب من واقعه إلى عوالم خيالية وفي ذات الوقت يريد للمجتمع من حوله التعامل معه كرجل ناضج مكتمل الخبرة، وهذا يوقعه في اضطرابات نفسية جمة .

ولكن وبالرغم من هذا كله، إلا أن الله قد أنعم على العديد من الرجال بتأخر الوصول إلى سن اليأس، وأعطاهم من الصحة الوفيرة ما يؤهلهم للإستمرار بنمط حياتهم العادية مع شريكات عمرهم بشكل طبيعي.